السفينة: دالة على كل ما ينجى فيه مما يدل الغرق عليه، لأنّ الله سبحانه نجى بها نوحاً عليه السلام والذين معه مما نزل بالكفار من الغرق والبلاء. وتدل على الإسلام الذي به ينجى من الجهل والفتنة. وربما دلت على الزوجة والجارية التي تحصن وينجى بها من النار والفتن، لأنّ الله سبحانه سماها جارية. وربما دلت على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الموت والحاجة، لا سيما أنها كالأم الحاملة لولدها في بطنها. وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجو أهل الإيمان من النار وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت، لقصة يونس عليه السلام. فمن رأى أنّه ركب سفينة في البحر، فانظر إلى حاله ومآل أموره، فإن كان كافراً أسلم، سيما إن كان صعد إليها من وسط البحر من بعدما أيقن بالهلاك، وإن كان مذنباً تاب من ذنبه. وإن كان فقيراً استغنى من بعد فقره. وإن كان مريضاً أفاق من مرضه، إلا أن يكون ركبها مع الموتى وكان في الرؤيا ما يؤكد الموت، فيكون ركوبها نجاة من فتن الدنيا. وإن كان مفيقاً وكان طالب علم، صحب عالماً أو استفاد علماً ينجو به من الجهل، لركوب موسى مع الخضر عليه السلام في السفينة. وإن رأى ذلك مديون قضى دينه وزال همه. وإن رأى ذلك محروم ومن قدر عليه رزقه. أتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب، إذا كانت تجري به في طاروسها، فيدل ذلك على ريح الربح، وطاروس الإقبال. وإن رأى ذلك عزب، تزوج امرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصونه. وإن رأى فيها ميتاً في دار الحق، نجا وفاز برحمة الله تعالى من النار وأهوالها. وكذلك في المقلوب، لو رأى من هو في البحر كأنّه في المحشر وقد ركب على الصراط أوجازه، فإنّه ينجو في سفينته وممره من هول بحره وحوادثه، إلا أن يكون أصابه في المنام في ممره من النار سوء، فإنه يناله في البحر مثل ذلك ونحوه. وإن جرت بمسجون نجا من سجنه وتسبب في نجاته، وإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البر كان ذلك أعجل وأسرع وأحسن. وأما إن رأى السفينة راكدة وأسواج البحر عاصفة، دام سجنه إن كان مسجوناً وطال مرضه إن كان مريضاً، ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفر إن حاول ذلك، وتعذر عليه الوصول إلى زوجته إن كان قد عقد عصمتها، وفتر عن طلب العلم إن كان طالباً، لا سيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر. وقد يدل ذلك على السجن، لما جرى على يونس عليه السلام من الحبس في بطن الحوت حين وقفت سفينته. إلا أنّ عاقبة جميع ما وصفناه إلى خير إن شاء الله ونجاة لجوهر السفينة وما تقدم لها وفيها من نجاة نوح عليه السلام، ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام، ونجاة السفينة من الملك الغاضب، لأنّ الخضر عابها وخلع لوحاً من ألواحها، مع حسن عاقبة يونس عليه السلام من بعد حاله، وما نزل به. ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها، إلا… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا السفينة ←