حلم و تأويل رؤيا هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟

س : هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟ وهل من راى الرسول صلي الله علية وسلم علي اي صفحة فقد رأه كما في الحقيقة ؟ ‏ نعم , ولعل من أهم الأمثلة على الرؤيا الصالحة رؤية الرسول صلي الله علية وسلم فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم بلفظه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : من راني في المنام فقد راني فإن الشيطان لا يتمثل بي (1) . ‏وفي رواية عنه: من راني في المنام فسيراني في اليقظة او لكأنما راني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي. ‏وفي رواية قال صلي الله علية وسلم : من راني فقد رأي الحق , قال ابن سيرين: إذا راه في صورته(2). ‏والحقيقة أن العلماء قد اختلفوا في معنى قوله صلي الله علية وسلم :من راني في المنام فقد رأني . . . ‏فقال ابن الباقلاني : معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ولا من تشبيهات الشيطان , ويؤيد قوله رواية : فقد رأي الحق ‏أنة الرؤية صحيحة , وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلي الله علية وسلم قال: صف لي الذي رأيته ء فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. قال ابن حجر وسنده صحيح(3). ‏وقال أخرون: بل الحديث على ظاهره والمراد أن من رأه فقد أدركه ولا مانع يمنع من ذلك. وقال اخرون : ويحتمل أن يكون قوله صلي الله علية وسلم : ‏فقد راني أو فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي المراد به إذا رأي على صفته المعروفة له في حياته فإن رائ على خلافها كانت رؤيا تأويل لارؤيا حقيقة , والصحيح أنه يراه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة او غيرها . ‏قال بعض العلماء : خص الله تعالى نبيه بأن رؤية الناس اياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يكذب على لسانه في النوم كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمعجزة , وكما ‏استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة , ولو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يؤثق بما جاء به مخافة من هذا التصور فحماها الله تعالى من الشيطان ونزغه ووسوسته والقائه وكيده(4) , قال الامام ابن حجر : والذي يظهر لي أن المراد من راني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فان الشيطان لا يتمثل بي(5) واما معنى : لكأنما راني في اليقظة ففيه اقوال : ‏احدها : أن المراد به أهل عصره ومعناه أن من راه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ومن ثم رؤية الرسول عيانأ . ‏والمعني الثاني : أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الأخرة ; لانه يراه في الاخرة جميع أمته من راه في الدنيا ومن لم… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا هل رؤية الرسول صلي الله علية وسلم ممكنة ؟

حلم و تأويل رؤيا النوع الثالث:الرؤيا الصادقة أو الصالحة

النوع الثالث من أنواع الرؤى : ‏وهو ما يكون الهامأ من الل للعبد , وقيدها بعض علماء الرؤى ‏بقولهم: وذلك عندما تصفو نفسة , وتتخلص سريرته من افكار السوء , ويتعلق قلبه بذكر الله , فلا يرى الا حقا وصدقا, وتلك هي الرؤيا الصادقة ‏التي توصف بأنها جزء من النبوة(1) . يقول الرسول الكريم صلي الله علية وسلم في الحديث المتفق عليه وهو عند أحمد في مسنده أيضآ من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه:رؤيا المؤمن جزء من سته واربعين جزءا من النبوة(2) . ‏ولي عند هذا الحديث وقفة مطولة لاشتماله على بعض المسائل المهمة: ‏فأقول: هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة , فروى حديث أنس هذا الشيخان , وروى الإمام أحمد والشيخان مثله عن عبادة بن الصامت , وكذلك أبو داود والترمذي , ورواه الإمام أحمد والشيخان وابن ماجه من حديث أبي هريرة . ‏وبالنسبة لعدد الأجزاء: فقد جاء عدة روايات أو جزها مقتصرأ على الشاهد فقط كما جاء في شرح صحيح مسلم للنووي مفصلا: ‏فقد جاء في البخاري ومسلم:الرؤيا الصالحة جزءا , من ستة واربعين جزءا من النبوة كما سبق(3) . ‏وجاء في مسلم: من خمس وأربعين جزء, وجاء فيه أيضا: من سبعين جزءا. ‏وجاء في الطبراني : جزء من ستة وسبعين جزءا ‏. ولابن عبدالبر رواية : من ستة وعشرين جزء. وعند الامام أحمد: جزء من خمسين جزء. وجاء عند الترمذي: جزء من أربعين جزءا ‏. ‏وعند الطبري: جزء من تسعة وأربعين جزءا, وله أيضا: من اربعة واربعين. ‏وجاء ايضا عن ابن عباس : جزء من اربعين جزءأ. ‏ونحن هنا أمام روايات متعددة وأقلها جزء من ستة وعشرين واكثرها جزء من ستة وسبعين , قال النووي في شرح صحيح مسلم(4) : هذا الاختلاف راجع الى اختلاف حال الرائي , فالمؤمن الصالح تكون رؤ ياه جزءأ من ستة وأربعين جزءأ والفاسق جزءأ من سبعين جزءأ , فالاختلاف بحب مراتب الأشخاص وكلما قلت الأجزاء كانت الرؤيا أقرب إلى الصدق , وقيل المراد أن الخفي منها جزء من سبعين , والجلي جزء من ستة وأربعين. ‏قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : وكون العدد جزء من ستة وأربعين جزءأ موافق للواقع بالنسبة للوحي الذي أوحي ا،لى النبي صلي الله علية وسلم لأن أول الوحي كان بالرؤيا الصالحة من ربيع الأول الى رمضان وهذا ستة آشهر , ثم اوحى الله إليه بعد ذللك في اليقظة بقية مدة حياته , فاذا نسبت هذا إلى بقية زمن الوحي كان جزءأ من ستة وأربعين جزءا: لأن الوحي كان ثلاثا وعشرين منة وستة أشهر(5). وقد استشكل كون الرؤيا جزءأ من النبوة مع أن النبوة انقطعت بموت النبي صلي الله عليم وسلم وسأذكر بعضا مما قيل في توضيح هذا. ‏قال القرطبي معنى كونها جزء ا من النبوة : أن المسلم الصادق الصالح ، يناسب حاله حال الأنبياء، وهو الاطلاع على الغيب ، بخلاف الكافر والفاسق والمخلط ،… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا النوع الثالث:الرؤيا الصادقة أو الصالحة