حلم و تأويل رؤيا النوع الاول: الرؤيا المكروهة

النوع الأول: ‏الرؤيا المكروهه وهي ما يكون من فعل الشيطان , والقائه في النفس, مما يسمى بأضغاث الأحلام والتي ترجع إلى مكر الشيطان وخداعه وعداوته للانسان.(1) ‏ومثال هذا النوع ما رواه مسلم في صحيحة من حديث جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله علية وسلم أنه قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن راسي قطع فأ نا أتبعة فزجره النبي صلي الله علية وسلم وقال :لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام. (2) ‏وفي رؤاية أخرى قال جابر: سمعت النبي صلي الله علية وسلم تقد يخطب فقال : لايحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه. ‏قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: أما أضغاث الأحلام فانها مشوشة غير منظمة , والغالب أن المرائي المكروهة من الشيطان قال تعالى : ليحزم الذين ءامنو وليس بضارهم شيئا الا باذن الله (المجادلة: 10). (3) ‏و هذا النوع من الرؤى له أداب ستة : الأول: أن يتعوذ بالله من شرها , وهذا علته واضحة, فالاستعاذة مشروعة عن كل أمر يكره. ‏الثاني: أن يتعوذ بالله من الشيطان. لحديث: اذا راى احدكم رؤيا يكرهها فليتحوله وليتفل عن يساره ثلاثا وليسأل الله من خيرها وليتعوذ بالله من شرها رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعأ ورواه مسلم أيضا. (4) ‏وجاء في رواية في مسلم عن جابر أيضأ: اوليستعذ بالله من الشيطان ثلاثآ ‏وجاء في رواية لمسلم أيضأ: افليبصق عن يسأره ثلاثا وهذا سأوضحه في: ‏الثالث: أن يتفل حين ينتبه من نومه عن يساره ثلاثأ . أي يبصق عن جانبه الأيسر ثلاث مرات بصقآ خفيفا والسر في هذا والله أعلم كراهة لما رأى وتحقيرأ للشيطان الذي أراه تلك الرؤيا على الصحيح بشكل حقيقي وخص اليسار لأنه محل الأقذار , والتثليث في رواية مسلم السابقة للتأكيد وقد ورد بثلاثة ألفاظ: التفث ويكون بلا ريق والتفل يكون معه ريق لطيف . والبصق ويكون معه ريق وأشد من التفل. ‏الرابع: أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه حين رأى ذلك , إلى جنبه الثاني ؟ والسبب في هذا: تفاؤلا بتحويله وانتقاله ولعل هناك سببا آخر وهو مجانبة مكان الشيطان , ولكي تتحول الرؤيا من المكروه إلى المحبوب وتنتقل من المضر إلى السار. ‏الخامس: أن لا يذكرها لأحد أصلأ , وقد جاء بذلك عدة أحاديث صحيحة منها ما رواه البخاري رحمه الله من طريق أبي سعيد الخدري رضي اثه عنه وقال فيه:ولا يذكرها لأحد فانها لا تضره(5). وكما تقدم معنا قصة الرجل الذي تحدث برؤيا ضرب عنقه, فإن أبئ إلا تعبيرها فلا يقصها إلأ على من يثق به , أو ناصح له أو على عالم لكي يعبروها له بخير مهما أمكنهم ويرشدونه لما يعينه عليها وما ينفعه. ‏وقد يرد سؤال هنا, ما السر في ذلك النهي؟ ‏فأ قول السر والله أعلم – لآن المحدث بها , ربما فسرها بمكروه على ظاهر صورتها . ويكون ذلك محتملا فيقع بتقدير الله تعالى ويدل على هذا… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا النوع الاول: الرؤيا المكروهة

حلم و تأويل رؤيا التعبير والمعبرون

التعبير والمعبرون تطلق كلمه (تعبير) على تفسير الرؤيا خاصة . ‏والتعبير هو: العبور من ظاهر الرؤيا إلى باطنها. وهذا رأي الراغب. وقيل: النظر في الشيء فيعتبر بعضه ببعض حتى يحصل على فهمه ‏وهذا حكاه الأزهري. ‏وأصل التعبير مشتق من: العبر, وهو التجاوز من حال إلى حال , وفرق علماء اللغة بين تجاوز الماء وغير الماء، فقالوا: تجاوز الماء بسباحة أو سفينة أو غيرها يطلق عليه: العبور. ‏وقالوا: الاعتبار والعبرة هي الحاله التي يتوصل بها من معرفة المشاهد ‏إلى ما ليس بمشاهد. ‏يقال: عبرت بالتخفيف أي فسرت الرؤيا. و: عبرت بالتشديد للمبالغة فى ذلك. ‏وفي التنزيل: ان كنتم للرءيا تعبرون (1) أي تصلون إلى نهايتها وتذكرون مالها. ‏والمعبر: اسم فاعل من الفعل عبر , ‏يقال: عبر الرؤيا عبرا وعبارة أي فسرها. ‏وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أبرز الصحابة شهره بتأويل الرؤى وتعبيرها وكيف لا وأستاذه هو رسول الله معلم الأمة جميعها, قد وصفه أحد الصحابة كما فيالفتح(2): وكان من أعبر الناس للرؤيا بعد رسول الله صلي الله علية وسلم ‏. كما أن من الذين اشتهروا بتعبير الرؤى الامام ابو بكر محمد بن سيرين الأنصاري بالولاء البصري المولود سنة 33 ‏ة والمتوفى سنة 110 ة وينسب له كتاب (تعبير الرؤيا) وهو مطبوع وذكره ابن النديم في الفهرست, وهو غير الكتاب المتداول بين الناس له باسم: (منتخب الكلام في تفسير الأحلام) , وانظر الأعلام للزر كلي ( 25\7 ‏) تجد ترجمة وافية وعملا جبارا للزركلي وانتهى فيه الى عدم صحة نسبة الكتابين لابن سيرين. ‏وهناك عالم اخر هو: عبدالغني بن اسماعيل النابلسي وهو من المتصوفة , وله العديد من المؤلفات ومنها: (تعطير الأنام في تعبير المنام ) ويحتوي على أمور وتصورات وأسماء وذوات قد لا تحدث الا نادرأ كما قد يستحيل رؤية البعض الاخره وهذا وان كان من المتصوفة غير أنه والحق يقال قد أوفى وزاد في هذا المجال , وقد أثنى على عمله الكثير من الأدباء كالأستاذ محمد قطب , ثم أقول: انني في هذا الجزء سأتحدث عن مناهج المعبرين والأمور اللازمة التي يجب توفرها في المعبر , وقبل هذا ألفت الى وجود الكثير من المعبرين حديثأ وقديمأ , ولست هذا أبحث في أسمائهم وانما سأتحدث عن المنهج الذي عليه كثير منهم من خلال متابعتي لهذا الموضوع. . فأقول: معبرو الرؤى حديثأ ينقسمون إلى ثلاثة أقسام : ‏1 – القسم الأول: وأصحاب هذا القسم لا يعبر الأ قليلا ويتحرج من التعبير ويغلق باب تعلم التعبير, وان قيل له سؤال عن التعبير وكيفيته أجاب: بأنه فراسة تولد مع المرء ويمنع من تعلمه , ووجهة النظر هذه سمعناها قديما من بعض مشائخنا الأفاضل رحم الله من مات منهم , وبارك ‏لنا في عمر الموجودين. ‏ب – القسم الثاني: وهولاء عكس القسم الأول , يتوسعون في التعبير, ويكثرون من السؤال عن الرؤي في كل مجلس , بالمشافهة والنقل وحتى بالكتابة لصاحبها أو لغيره , وبعض هولاء تجده… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا التعبير والمعبرون

حلم و تأويل رؤيا تعريف الرؤي من حيث الأصطلاح

تعريف الرؤي من حيث الأصطلاح ** أولأ: تعريف الرؤى عند العلماء المسلمين: ‏انطلق العلماء المسلمون في تعريف الرؤيا من النصوص الشرعية خاصة تلك التي فق قت بين الرؤيا وغيرها مما يراه الإنسان في منامه ء ومن هذه النصوص التي انطلق العلماء في تعريفاتهم من خلالها حديث أبي قتادة المتفق عليه: (الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان ) (1) ومذهب اهل ‏السنة في ذلك أن الرؤيا: مجموعة من الاعتقادات والإدرا كات التي يلقيها الله في قلب العبد على يد ملك أو شيطان . إما بأسمائها أي حقيقتها . واما بكناها واما تخليطأ. وقال ابن العربي: وهذا يشبه في حال اليقظة الخواطر الواردة على فكر الإنسان وقلبه ء فإنها )تي على نسق. أي على نظام واحد . وقد تأتي على خلاف ذلك مسترسلة غير محصلة. ‏وعرفها الأمام المازري فقال: مذهب أهل السنة في حقيقة الرؤيا .أن الله تعالى يخلق في قلب النأئم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان وهو سبحانه يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة ، فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه جعلها علمأ على أمور اخر يخلقها في ثاني الحال، أو كان قد خلقها. وعرفت بأنها : اعتقادات يخلقها الله في قلب النائم ء كما يخلقها في قلب اليقظان فاذا خلقها فكأنه جعلها علمأ على أمورأخرى فيخلقها في ثاني الحال وتلك الاعتقادات تارة تقع بحضرة الملك فيقع بعدها ما يسر. وتارة تقع بحضرة الشيطان فيقع بعدها ما يضر.(2) ‏والحقيقة آن المتأمل في التعريفات يلحظ أنها متشابهة إلى حد كبير كما يلحظ الاشارة إلى التفريق بين نوعين من أنواع ما يرى الانسان في منامه . وهو ما سأتحدث عنه في الفقرة القادمة . كما يلحظ آن الحديت آشار ‏بقوله: ( الرؤيا الصادقة من الله , والحلم من الشيطان ) ‏الى آن الله يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علمأ على ما يسر بغير حضرة الشيطان . ويخلق ما هو علم على ما يضر بحضرة الشيطان فينسب الى الشيطان مجازأ لحضوره عندها وان كان لا فعل له حقيقة . وهذا معنى قوله(صلي الله علية وسلم ) (( الرؤيا من الله ‏والحلم من الشيطان )) ‏لا على آن الشيطان يفعل شيئآ. ‏وقال بعض العلماء: ان الشيطان له فعل وتآثير مباشر بدليل حديث جابر رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلي الله علية وسلم فقال :(( رأيت كأن عنقي ضربت، قال: ( لم يحدث أحدكم بتلعب الشيطان؟ ‏) أخرجه مسلم والإمام أحمد، وهذا اللفظ للامام أحمد. ‏وفي لفظ عند الامام مسلم: قال يا رسول الله: رايت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره.فقال رسول الله للاعرابي : ( لا تحدث النأس بتلعب الشيطان بك في منامك) وقال جابر: سمعت النبي صلي الله علية وسلم بعد يخطب فقال: هلا يحدثن احدكم بتلعب الشيطان به في منامه.(3) ‏قال الامام محمد السفاريني رحمه الله : ‏المراد بتلعب الشيطان أنه يري في منامه ما يحزنه . ويدخل عليه الهم والغيظ… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا تعريف الرؤي من حيث الأصطلاح