…كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثيرة. وأما السباحة: فمن رأى أنّه يسبح في البحر وكان عالماً بلغ في العلم حاجته، فإن سبح في البر فإنّه يحبس وينال ضيقاً في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها، وبقدر قوته. فإن رأى أنّه يسبح في واد مستوياً حتى يبلغ موضعاً يريده فإنّه يدخل في عمل سلطان جائر جبار يطلب منه حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الوادي. فإن خافه فإنّه يخاف سلطاناً كذلك وإن نجا فإنّه ينجو منه، وإن دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها فإنّه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزاً وقوة. وإن سبح على قفاه فإنّه يتوب ويرجع عن معصية. ومن سبح وهو يخاف فإنّه ينال خوفاً أو مرضاً أو حبساً وذلك بقدر بعده من البر. وإن ظن أنّه لا ينجو منه فإنّه يموت في ذلك الهم، وإن كان جريئاً في سباحته فإنّه يسلم من ذلك العمل. وإن رأى سلطان أنّه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب بموجه فإنّه يقاتل ملكاً من الملوك، فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك الملك. وكل بحر أو نهر أو واد جف فإنّه ذهاب دولة من ينسب إليه، فإن عاد الماء عادت الدولة. وقيل إذا رأى الإنسان كأنّه قد نجا من الماء سباحة قبل انتباهه من نومه فهو خير من أن ينتبه وهو في الماء يسبح. وقيل من رأى كأنّه يسبح، خاصم خصماً وغلب خصمه ونصر عليه. والمشي فوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه، وقيل بل يتيقن أمراً هو منه في شك، وقيل يسافر سفراً في خطر على توكل. ومن رأى كأن الماء يجري على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على رجِل المسلط الذي لا يقدر عليه إلا بملاطفة، لجريانه وسلطانه. والراكد منه أهون مراماً وألطف أمراً، ويدل على المحارب القاطع للطريق، فإن كان مسافراً قطع عليه الطريق لص أو أسد، أو عقله عن سفره مطر أوِ سلطان أو صاحب مكس. وإن كان حاضراً نالته غمة وبلية لقوله تعالى: مُبْتَلْيِكُمْ بِنهْر . وأما سلطان يقدم إليه، سيما إن دخل فيه. فإما أن يسجنه أو يأمر بضربه أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه وجل، أو منعه من الخلاص منه تياره، فإما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء، فكيف إن كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدراً، فهو أشد في جميع ما يدل عليه، فإن قطعه وجاوزه أو خرج منه نجا من كل ما هو فيه من الغم والأسقامٍ، ومن كل ما يدل عليه من البلايا والأحزان. ومن استقى من نهر فشرب، أصاب مالاً من رجل خطير كقدر ذلك النهر. ومن دخل نهراً فأصابه من قعره وحل أو طين، أصابه هم من رجل حاله كحالة ذلك النهر في الأنهار. ومن قطع نهراً إلى الجانب الآخر، قطع هماً أو هولاً أو خوفاً وسلم منه إن كان فيه وحل…. تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا البحيرة ←