النبي صلي الله علية وسلم قال: من عرضت عليه رؤيا فليقل لمن عرض عليه: خيرا . وهكذا سار باقي صحابته على هذا النهج , فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه , اذا قصت عليه الرؤيا قال : اللهم إن كان خيرا فلنا , وان كان شرا فلعدونا. وذكر عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان أبو بكر الصديق اذا أراد أن يعبر الرؤياء , قال: ان صدقت رؤياك يكون كذا وكذا (6) . كذلك على المعبر أن يفرق بين ما يحمد فى المنام ويذم في اليقظة , وهذا مثل جر القميص للرجال , فهو فى المنام محمود وقد عبره الرسول صلي الله علية وسلم لعمر بالدين أما فى اليقظة فقد توعد الله المسبل إزاره , وعلى هذا قس . وأؤكد هنا على أمر مهم جدا لا أمل من تكراره , أن الرؤيا إن احتملت أكثر من وجه فهي تقع على وفق كلام أول عابر ان أصاب , وان لم يصب فهى لمن أصاب بعده , إذ ليس المدار إلا على اصابة الصواب في تعبير المنام , ليتوصل بذلك إلى مراد الله فيما ضربه من المثل كما قاله ابن حجر وغيره(7) . فاذا أصاب فلا ينبغي ان يسأل غيره , وان لم يصب فليسأل عنها الثانى , وعلى السائل أن يخبر بما عنده . وقد ذكر بعض أهل العلم بعض الاداب الأخرى والتي لا دليل عليها ومنها: أن لا يعبر الرؤى عند طلوع الشمس ولا عند غروبها ولا عند الزوال ولا في الليل , وهو أمر – في رأيي – لا دليل عليه ولا اثم لمن عمل بخلافه , فلا حرج على من عبر عند طلوع الشمس أو عند غروبها، أو عبر ليلا , وما ورد من أن الشمس تغرب بين قرني شيطان فلا يتعلق بتعبير الرؤى والله أعلم. __________________ ( 1 ) أخرجة البخاري كما في الفتح في كتاب التعبير باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام (12 \03 4 ) – مرجع سابق – وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة بابن فضائل ابن عمر كما في النووي ( 16 / 38 ) – مرجع سابق -. ( 2 ) سبق تخريجه , ص 33 ( 3 ) الفتح ( 12 / 437 ) – مرجع سابق – . ( 4 ) لم أجده في الكتب التسعة وأخرجه الطبراني . ( 5 ) أخرجه ابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا – باب تعبير الرؤيا – 0 وأخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار – حديث أم الفضل بن عباس وهي أخت ميمونة رضي الله عنهم أجمعين 0 وحكم عليه العلامة الألباني بالضعف. ( 6 ) ابن قيم الجوزية – زاد المعاد – مرجع سابق . ( 2 / 459 ، 460 ) ( 7 ) انظر ابن حجر . مرجع سابق . ( 12 / 396 - 432 ). ** نقلا عن الدكتور فهد العصيمي… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا هل تجوز النيابة في قص الرؤيا؟ ←