حلم و تأويل رؤيا النار

النار: دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها، وربما دلت على جهنم نفسها، وعلى عذاب الله، وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام، وكل ما يؤدي إليها ويقرب منها. من قول أو عمل. وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن، لأنّ بها يهتدى في الظلمات، مع قول موسى عليه السلام: أو أجد على النار هدى فوجد وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى. وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى، لأنّ بها صلاحاً في المعاش للمسافر والحاضر، كما قال الله عزّ وجلّ: نَحْن جَعَلْنَاهَا تَذْكرَةً وَمَتَاعاً لِلْموِقين . ويقال لمن افتقر أو مات، خمدت ناره. لأن العرب كانت تقدمها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع، كي يهتدي بها ويأوي إليها، فيعبرون بوجودها عن الجود والغنى، وبخمودها عن البخل والفقر. وربما دلت على الجن لأنّهم خلقوا من نار السموم. وربما دلت على السيف والفتنة، إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان. وربما دلت على العذاب من السلطان، لأنّها عذاب الله وهو سلطان الدارين. وربما دلت على الجدب والجراد. وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون. فمن رأى ناراً وقعت من السماء في الدور والمحلات، فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان، سيما إن كانت في دور الأغنياء والفقراء، ومغرمِ يرميه السلطان على الناس، سيما إن كانت في دور الأغنياء خاصة، فإن كانت جمراً بلا ألسنة، فهي أمراض وجدري أو وباء، سيما إن كانت عامة على خلط الناس. وأما إن كان نزول النار في الأنادر والفدادين وأماكن الزراعة والنبات، فإنّها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه. وأما من أوقد ناراً على طريق مسلوك، أو ليهتدي الناس بها إن وجدها عند حاجته إليها، فإنّها علم وهدى يناله، أو يبثه وينشره إن كان لذلك أهلاً، وإلا نال سلطانَاً وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه. وإن كانت النار على غير الطريق، أو كانت تحرق من مر بها أو ترميه بشررها أو تؤذيه بدخانها، أو حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره، فإنّها بدعة يحدثها أو يشرف عليها، أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها. وأما إن كانت ناراً عظيمة لا تشبه نار الدنيا، قد أوقدت له ليرمى فيها، كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم، ولو ألقوه فيها لنجا، لنجاة إبراهيم عليه السلام. وكل ذلك إذا كان الذين فعلو به أعداءه، أو كان المفعول به رجلاً صالحاً. وأما إن رآها تهدده خاصة، أو كان الذين تولوا إيقادها يتواعدونه، فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير إليها، فقد زجر عنها إذ خوف بها. وأما من رأى النار عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها، فإنّها غنى ومنفعة تناله، سيما إن كانت معيشته من أجل النار، وسيما إن كان ذلك أيضاً في الشتاء. وإن رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رماداً أو… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا النار

حلم و تأويل رؤيا جهنم

جهنم من رأى في المنام أنه دخل جهنم فإنه يرتكب الكبائر. فإن خرج منها من غير مكروه وقع في هموم الدنيا. ومن رأى النار قد قربت، فإنه يقع في شدة ومحنة سلطان، لا ينجو منها، وتصيبه غرامة وخسران فاحش، وهو نذير له ليتوب ويرجع عما هو فيه، فإن دخلها فإنه يأتي الذنوب الكبائر والفواحش التي أوجب اللّه تعالى عليه بها الحد، فإن دخلها وسلّ سيفاً فإنه يتكلم بالفحشاء والمنكر. وإن رأى أنه دخلها متبسماً فإنه يفسق ويطغى ويعصي اللّه تعالى، فإن رأى أنه أُدخل النار فيغويه الذي أدخله، ويحرضه على ارتكاب ذنب عظيم كالقتل أو الزنى. فإن رأى أنه لا يزال محبوساً في جهنم فإنه لا يزال في الدنيا فقيراً محزوناً محروماً، لا يصلي ولا يصوم ولا يذكر اللّه تعالى. وإن رأى أنه أكل من زقوم جهنم وحميمها وصديدها فإنه يكتسب الإثم ويسفك الدم وتشتد عليه أموره. ومن رأى أنه أسود الوجه أزرق العينين في جهنم فإنه يصاحب عدو اللّه تعالى، فيُذل ويسودّ وجهه عند الناس، ويعاقبه اللّه تعالى في الآخرة بظلمه. ومن رأى جهنم في منامه عياناً فليحذر من السلطان أو من غضب الرحمن. ومن رأى كأنه دخل جهنم، فإنه يفتضح من كل ذنب لم يتب منه، فإن رأى كأنه خرج من جهنم فإنه يتوب من المعاصي، فإن شرب من شرابها، أو أكل من طعامها، لم يزل يرتكب المعاصي أو يطلب علماً يصير ذلك العلم وبالاً عليه. وجهنم في المنام دالة على زوال المنصب في الدنيا، وربما دلّت على الفقر بعد الغنى، والوحشة بعد الأنس، والوقوع في الشدائد، والسجن الدائم، والخزي في الدنيا. فإن دلّت على الزوجة كانت زوجة مشاغبة، وإن دلّت على المعيشة كان كسبها حراماً، وإن دلّت على المسكن كان مجاوراً لأهل الفسق والغفلة. وإن دلّت على المرض كانت عاقبته الموت مع سوء الخاتمة، وإن دلّت على الخدمة كانت مع ذي سلطان جائر، وإن دلّت على العلم كان بدعة، وإن دلّت على العمل كان عملا غير مقبول، وإن دلّت على الولد كان ولداً من الزنى. وربما دلّ دخول النار على ذي السؤال بعد الغنى، ويدل على دار البدعة والفسق، وعلى الكنيسة والبِيَع وبيوت النار والحمام والمدبغة والمسلخ والفرن ما يوقد فيه النار لمصلحة، ويدل دخولها على الظفر بالشهوات. وكذلك الحطمة، وربما كانت الحطمة لذي الهمز واللمز والجمع، وجهنم للكفار والمنافقين. وسقر تدل على ترك الصدق، والخوض فيما لا يعني، والتكذيب بيوم الدين. والسعير للشياطين ولمن تخلق بأخلاقهم. والهاوية دالة على البخس في الكيل والميزان، أو لمن خفت موازينه، ولم يثقلها بالعمل الصالح. والجحيم لمن طغى وآثر الحياة الدنيا، والدرك الأسفل لأرباب النفاق، فإن أكل من زقومها أو شرب من غسلينها، أو لدغته عقاربها، أو نهشته حياتها، أو تبدل جلده بجلود أهلها، أو سُحب على وجهه، أو تردى من صعود على رأسه، أو ضُرب بمقامها، أو نهرته زبانيتها، فذلك كله وما أشبهه دليل على البِدَع في الدين، ومشاركة الظالمين، والتمسك بسنن الكافرين، والتخلق بأخلاق المشركين والمستهزئين، ومخالفة… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا جهنم

حلم و تأويل رؤيا الباب

هو في المنام دال على قيم الدار. والأبواب المفتوحة أبواب الرزق. وأبواب البيوت معناها يقع على النساء، فإن كانت الأبواب جديدة فالنساء أبكار، وإن كانت الأبواب غير مغلقة فالنساء ثيبات. ومَن رأى كأنه أغلق باب بيت من حديد فإنه يتزوج من بكر. ومَن رأى باب الدار متغيراً عن حاله فهو تغير حال مالك الدار، وإن رآه قد سقط أو اقتلع إلى الخارج أو رآه محترقاً أو مكسوراً فهو مصيبة يتعرض لها قيم الدار. وكذلك إن رأى النائم الباب مغلقا بعد قلعه فهو بقاء الرجل، وإن رآه مسدوداً فهي مصيبة عظيمة في أهل تلك الدار. وإن رأى في وسط باب داره باباً صغيراً فهو مكروه، لأنه يدخل على العورات، فإنه عَظُمَ باب داره واتسع وقوي من غير شناعة فهو حُسْنُ حال القيم. وإن رأى أحد السباع قد وثب على باب داره فإن الفاسقين يتبعون امرأته. وإن رأى أنه يفتش عن باب داره فلا يجده فهي حيرة في أمر دنياه. وإن رأى أنه دخل من باب كان في خصومة انتصر فيها. وإن رأى أبواباً فتحت فإنه أبواب الدنيا تفتح له. وإن رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليه بغير إذن. وربما كان زوال الباب عن موضعه زوال صاحب الدار عن خًلُقه وأحواله وتغييره لأحوال أهل داره إلى خلاف ما كان لهم من قَبل. فإن رأى أنه خرج من باب ضيق إلى مكان واسع فهو خروجه من ضيق إلى سعة، ومن كرب وخوف إلى أمن. وحلقة الباب كالحاجب أو الرسول، فمَن رأى أن لبابه حلقتين فإن عليه ديناً لشخصين، فإن رأى أنه قطع حلقة بابه فإنه يدخل في بدعة. ومَن رأى النار تحرق الأبواب فستموت امرأته قريبا. وأبواب المدينة دالة على مَلِكها القائم بأمر الدين والدنيا فيها. وباب الدار دال على بانيها والقائم بمصالح أهلها. وباب البيت دال على مَن يسكنه. والدخول من الأبواب المجهولة دال على الظفر والنصر على الأعداء، وربما دلّت الأبواب المجهولة على العلوم والأرزاق والمكاسب والأسفار. والخروج من الأبواب مفارقة لما ذكرناه، فإن كان الباب حسناً دلّ على مفارقته الخير، وإن كان مهدما أو ضيقاً دلّ على مفارقته الشر وقصد النجاة لنفسه. وربما دلّ الباب على الموت، فإن خرج من الباب ثم وجد فسحة أو خضرة أو رائحة طيبة دلّ ذلك على الآخرة الحسنة، وإن وجد ظلمة أو جيفا أو ناراً عوقب في آخرته. وفتح الباب في المنام يدل على تيسير الأمور، وإغلاق الباب نكد وضنك عيش وتعطيل للأسباب. وفتح الباب في السماء دليل على إجابة الدعاء أو النهي عن ارتكاب المحذور، أو على طول العذاب والانتقام والشدائد، وإن كان الغيث محبوساً دلّ على نزوله، واحياء الأرض بعد موتها. وباب السر المحدَث في الدار يدل على ما ينطوي عليه الرائي من الخير والشر، فل كان مستوراً حسن البناء، بلغ مراده بكتمه، وإن كان يظهر منه في الدار دلّ على إظهار أسراره وكشف أحواله، وربما دلّ باب السر على العز والرفعة والأمة والغلام. وربما… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا الباب

حلم و تأويل رؤيا تأويل السماء والهواء والليل والنهار

تأويل السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيول والخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والسحاب والبرد والثلج والجمد السماء تدل على نفسها، فما نزل منها أوجاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند اللهّ، ليس للخلق فيه تسبب، مثل أن يسقط منها نار في الدور، فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت. وإن سقطت منها نار في الأسواق، عز وغلا ما يباع بها من المبيعات. وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات، أذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد، وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزق والمال، كالعسل والزيت والتين والشعير، فإن الناس يمطرون أمطاراً نافعة، يكون نفعها في الشيء النازل من السماء، وربما دلت السماء على حشم السلطان وذاته، لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها، مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها، وضعفهم عن الخروج من تحتها. فما رؤي منها وفيها أو نزل بها وعليها، من دلائل الخير والشر، وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله، فمن صعد إليها بسلم أو سبب، نال مع الملك رفعة. وعنده، وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم، ناله خوف شديد من السلطان، ودخل في غزر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه. وإن كان ضميره استراق السمع، تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه. وإن وصل إلى السماء، بلغ غاية الأمر، فإن عاد إلى الأرض، نجا مما دخل فيه، وإن سقط من مكانه عطب في حاله، على قدر ما آل أمره في سقوطه، وما انكسر له من أعضائه، وإن كان الواصل إلى السماء مريضاً في اليقظة، ثم لم يعد إلى الأرض، هلك من علته، وصعدت روحه كذلك إلى السماء. وإن رجع إلى الأرض، بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجوان شاء الله، إلا أن يكون في حين نزوله أيضاً في بئر أوحفير ثم لم يخرج منه، فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه، وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام، لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء، ولا تصعد أرواحهم إليها. وأما رؤية الأبواب، فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله، أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك، فإن كان الناس في جدب مطروا مطراً وابلاً قال الله تعالى: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة، والخصب، كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر. وأما إن رمى الناس منها بسهام، فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون، فتحت أبوابه عليهم. وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه، فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه، وإن كان قصدها إلى الأسماع والأبصار، فهي فتنة تطيش سهامها، يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره. وإن كانت تقع عليهم ضرر فيجمعونها ويلتقطونها، فغنائم من عند الله، كالجراد، وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن، غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا تأويل السماء والهواء والليل والنهار

حلم و تأويل رؤيا رؤية الأموات ومخالطتهم

وأما رؤية الأموات ومخالطتهم والأخذ منهم والإعطاء لهم فمن رأى أن ميتا قد عاش فإنه حصول الفرح والسرور ومن رأى أنه أحيى ميتا فإنه يسلم على يديه كافر ومن رأى أن ميتا قد عاش ثم سأله أنت ما مت فقال لا بل كنت حيا فإنه يدل على حسن حاله في الآخرة ومن رأى أن ميتا تغيظ فإنه يدل على أنه أوصى بوصية ولم يعمل بوصيته ومن رأى أن ميتا ضاحك مستبشر فيدل على وصول صدقة إليه وهي مقبولة ومن رأى أن ميتا على هيئة حسنة وهو لابس ثيابه فإنه يدل على حسن عاقبته وموته على التوحيد ومن رأى أن ميتا قد عاش وهو في مسجد فأنه أمن من عذاب الله تعالى ومن رأى أنه يعاشر الأموات فإنه يسافر سفرا بعيدا ومن رأى أن ميتا يضحك ثم يبكي فإنه يدل على أنه مات على غير ملة الإسلام ومن رأى أن ميتا قد اسود وجهه فإنه يدل على أنه مات كافرا ومن رأى أن ميتا أخبره بأمره فإنه كما قال لأن الميت في دار الحق لا يتكلم ألا حقا ومن رأى أن ميتا عليه تاج أو حلل أو خواتم أو ما يزينه أو رآه قاعدا على سرير فإنه يدل على حسن منقلبه ومن رأى أن ميتا لبس ثيابا خضرا فإنه يدل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة ومن رأى أن ميتا ينازعه وهو معرض عنه أو يعظه بقول غليظ فإنه يدل على أنه مرتكب معصية فليتب إلى الله وربما كان الميت خاصة ومن رأى أن الميت عريان وعورته مكشوفة فإنه يدل على خروجه من الدنيا عريانا من الخيرات وإن كان من أهل الصلاح فإنه رائحته ومن رأى ميتا وعليه ثياب وسخة أو كان مريضا فإنه مسؤول عن دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس ومن رأى أن ميتا مشغولا شغلا حسنا فإنه صلاح في حقه في الآخرة وإن كان شغله مذموما فبضد ذلك ومن رأى ميتا كان وليا قد عاش وتولى مكانه فإن أحدا ممن يعقبه يناله ولاية ومن رأى أن ميتا يشتكي من رأسه فإنه مسؤول على تقصير في أمور والديه وإن اشتكى من عنقه فهو مسؤول عن تضييع ماله أو صداق امرأته وإن اشتكى من يده فهو مسؤول عن أخيه أو شريكه أو عن يمين حلف بها كاذبا وإن اشتكى من بطنه فهو مسؤول عن حق الوالد والأقارب وإن اشتكى من رجله فهو مسؤول عن إنفاق ماله في غير رضا الله وإن اشتكى من فخذه فهو مسؤول عن قطع رحمه وإن اشتكى من ساقيه فهو مسؤول عن فناء حياته في الباطل ومن رأى أن ميتا يصلي بالأحياء فإنهم مقصرون فيما فرض عليهم من الطاعة ومن رأى أنه دخل خلف ميت دارا مجهولة ثم لم يخرج منها فإنه يموت ومن رأى أنه يسافر مع ميت فإنه يلتبس عليه أمره ومن رأى ميتا عرفه وسلم عليه وسأله فإنه لم يمت تلك السنة ويدل على صلاحه وصلاح… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا رؤية الأموات ومخالطتهم

حلم و تأويل رؤيا البستان

البستان: دال على المرأة، لأنّه يسقى بالماء فيحمل ويلد. وإن كان البستان امرأة، كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها، وكذلك ثماره، وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم، لأنّه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ، لأنّه يجني أبداً من ثمار حكمته، وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس، وهو الشجرة القديمة والمحدثة. وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثماره الحلوة والحامضة. وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها، لأنّ العرب تسميه جنة. وكذلك سماه الله تعالْى بقوله: أيَودُّ أحَدُكُمْ أنْ تَكونَ تكون له جنةُ مِنْ نخيل وأعْنابٍ تجْري مِنْ تحْتِها الأنهار ، وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس، فشجره موائدها، وثمره طعامها، وربما دل على كل مكان أو حيوان يستغل منه ويستفاد فيه، كالحوانيت والخانات والحمامات والأرحاء والمماليك والدواب والأنعام وسائر الغلات، لأن شجر البستان إذا كان، فهو كالعقدة لمالكها، أو كالخدمة والأنعام المختلفة لأصحابها. وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس، والمؤلفة بين سائر الأجناس، فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه، فإن كان في دار الحق، فهو في الجنة والنعيم والجنان، وإن كان مريضاً مات من مرضه وصار إليها إن كان البستان مجهولاً، وإن كان مجاهداً نال الشهادة، سيما إن كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها، ويشرب فيه لبناً عسلاً من أنهاره، وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده، وإن لم يكن شيء من ذلك، ولا دلت الرؤيا على شهادة، نظرت إلى حاله، فإن كان عزبَاً أو من قد عقد نكاحاً تزوج أو دخل بزوجته ونال منها، ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان منه في المنام من خير أو شر، على قدر الزمان. فإن كانت الرؤيا في أدبار الزمان وإبان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر، أشرف منها على ما لا يحبه، ورأى فيها ما يكرهه من الفقر ورعاية المتاع، أو سقم الجسم. وإن كان ذلك في إقبال الزمان وجريان الماء في العيدان، أو بروز الثمر وينعها، فالأمر في الإصلاح بضد الأول، وإن رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها، اعتبرته أيضاً بالزمنين وبما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أو جمعها. فإن رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم، عبرت أيضاً عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه، وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر، على ما يراه في تأويل الثمار. وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته، فالبستان سوق القوم، يستدل أيضاً على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين. وكذلك إن وقعت عينه في حين دخوله إليه على مقبل حمامه أو فندقه أو فرنه، فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان، فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه، إلا أن يكون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه، أو منتفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا البستان

حلم و تأويل رؤيا البحيرة

البحيرة: تدل على امرأة ذات يسار تحب المباشرة، لأنّ البحيرة واقفة لا تجري، وهي تقتل من يقع فيها ولا تدفعه. والموجِ شدة وعذاب، لقوله تعالى: غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُلَل . وقال تعالى: وحَالَ بَيْنهمَا الموج . وحكي أن تاجراً رأى كأنّه يمشي في البحر ففزع فزعاً شديداً لهيبة البحر، فقص رؤياه على معبر. فقال: إن كنت تريد السفر فإنّك تصيب خيراً. وذلك أنّ رؤياه تدل على ثبات أموره. ورأى رجل كأنّ ماء البحر غاض حتى ظهرت حافتاه. فقصها على ابن مسعدة فقال: بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة، أو قحط في البلدان، أو سلب مال الخليفة. فما كان إلا يسيراً حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان. ومن رأى كأنّه أخرج من البحر لؤلؤة استفاد من الملك مالاً أو جارية أو علماً. وإذا رأى أنّ ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت، فأشرف أهلها على الغرق، فإنّه يقع هناك فتنة عظيمة. والأصل في الماء الغالب هم وفتنة، لأنّ الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغيانَاً، وقال إنّ الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة وإظهار بدعة، والموت في الغرق موت على الكفر. وأما الكافر إذا رأى أنّه غرق في الماء فإنّه يؤمن، لقوله تعالى: حتّى إذَا أدرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ الآية. ومن رأى كأنّه غرق وغاص في البحر فإنَّ السلطان يهلكه. فإن رأى كأنّه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو مرة ويحرك يديه ورجليه، فإنّه ينال ثروة ودولة. فإن رأى كأنّه خرج منه ولم يغرق فإنّه يرجع إلى أمر الدين، خصوصاً إذا رأى على نفسه ثياباً خضراً. وقيل من رأى أنّه مات غريقاً في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثيرة. وأما السباحة: فمن رأى أنّه يسبح في البحر وكان عالماً بلغ في العلم حاجته، فإن سبح في البر فإنّه يحبس وينال ضيقاً في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها، وبقدر قوته. فإن رأى أنّه يسبح في واد مستوياً حتى يبلغ موضعاً يريده فإنّه يدخل في عمل سلطان جائر جبار يطلب منه حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الوادي. فإن خافه فإنّه يخاف سلطاناً كذلك وإن نجا فإنّه ينجو منه، وإن دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها فإنّه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزاً وقوة. وإن سبح على قفاه فإنّه يتوب ويرجع عن معصية. ومن سبح وهو يخاف فإنّه ينال خوفاً أو مرضاً أو حبساً وذلك بقدر بعده من البر. وإن ظن أنّه لا ينجو منه فإنّه يموت في ذلك الهم، وإن كان جريئاً في سباحته فإنّه يسلم من ذلك العمل. وإن رأى سلطان أنّه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب بموجه فإنّه يقاتل ملكاً من الملوك، فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك الملك. وكل بحر أو نهر أو واد جف فإنّه ذهاب دولة من ينسب إليه،… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا البحيرة

حلم و تأويل رؤيا المدينة

المدينة: تدل على أهلها وساكنيها، وتدل على الاجتماع والسواد الأعظم والأمان والتحصين، لأن موسى حين دخل إلى مدين قال له شعيب: لا تخف نجوت، وربما دلت القرية على الدنيا، والمدينة على الآخرة، لأن نعيمها أجل، وأهلها أنعم، ومساكنها أكبر. وربما دلت المدينة على الدنيا، والقرية على الجبالة، وذلك إنها بارزة منعزلة عنها مع غفلة أهلها. ربما دلت المدينة المعروفة على دار الدنيا، والمجهولة على الآخرة. وربما دلت المدينة المجهولة الجميلة على الجنة، والقرية السوداء المكروهة على النار، لنعيم أهل المدن، وشقاء أهل المرى. فمنِ انتقل في منامه من قرية مجهولة إلى مدينة كذلك، فانظر في حاله، فإن كان كافراً أسلم، وإن كان مذنباً تاب، وإن كان صالحاً فقيراً حقيراً، فإنه يستغنى ويعز، وإن كان مع صلاحه خائفاً أمن، وإن كان صاحب سرية تزوج، وإن كان مع صلاحه عليلاً مات، وإن كان ذلك لميت تنقلت حاله وابتدلت داره، فإنما هناك داران إحداهما أحسن من الأخرى، فمن انتقل من الدار القبيحة إلى الحسنة الجميلة نجا من النار، ودخل الجنة إن شاء اللهّ. وأما من خرج من مدينة إلى قرية مجهولتين، فعلى عكس الأول، وإن كانتا معروفتين اعتبرت أسماؤهما وجواهرهما، فتحكم للمنتقل بمعاني ذلك، كالخارج من باغاية إلى مدينة مصر، فإنه يخلص من بغي ويبلغ سؤله ويأمن خوفه، لقوله تعالى: ادْخُلوا مِصْرَ إنْ شاءَ الله آمِنين . فإن كان خروجه من سر من رأى إلى خراسان، انتقل في سرور إلى سوء قد آن وقته. وكذلك الخارج من المهدية والداخل إلى سوسة، خارج عن هدى وحق إلى سوء وفساد، على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة. وأما أبواب المدينة المعروفة، فولاتها أو حكامها ومن يحرسها ويحفظها. وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها، وكل درب دال على من يجاوره، ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم، ويردّ عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه، أو بعلمه وماله. وقال بعضهم: المدينة رجل عالم، إذا رأيتها من بعيد، وقيلِ: المدينة دين، والخروج من المدينة خوف، لقوله تعالى: فَخَرَجَ مِنْهَا خائِفاً يَتَرَقّب ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس، يدعونه إلى حق، قال الله تعالى: ادخُلوا في السِّلم كافّةً ، وهو المدينة، فإن رأى أن مدينة عتيقة، قد خربت قديماً فإنه يظهر أو يولد هناك عالم أو إمام، يحدث هناك ورعاً ونسكاً. ومن رأى أنه دخل بلداً فرأى مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار، فإنه إن كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا، ولم يبق منهم ولا من ذريتهم أحد، فإن رأى أنه يعمر، فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد يظهر فيه سيرة أولئك العلماء، ومن رأى مدينة أو بلداً خاليين من السلطان، فإن سعر الطعام يغلو هناك، فإن رأى مدينة أو بلداً مخصبة حسنة الزرع، فذلك خير حال أهلها، وقال بعضهم: إذا كانت المدن هادئة ساكنة، فإنها في الخصب في ليل على الجدب، وفي الجدب دليل الخصب. والأفضل أن يرى الإِنسان المدن العامرة… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا المدينة

حلم و تأويل رؤيا الهواء

الهواء: ربما دل على اسمه. فمن رأى نفسه فيه قائماً أو جالساً أو ساعياً، فيكون على هوى من دينه، أو في غرر من دنياه، وروحه في المشي الذي يدم عليه عمله في الهواء أو حالة في اليقظة، وآماله فإن كان في بدعه، فهو بدعته، وإن كان سلطان كافر، فسد معه دينه، وإلا خيف على روحه معه، فإن كان في سفينة البحر، خيف عليه العطب. وإن كان في سفر، ناله فيه خوف. وإن كان مريضاً أشرف على الهلاك، وإن سقط من مكانه، عطب في حاله وهوى في أعماله، لقوله تعالى: أو تَهْوِي بهِ الريحُ في مكانٍ سَحِيق فإن مات في سقطته، كان ذلك أعلى بلوغ غاية ما يدل عليه من يموت، أو بدعة أو قتل أو نحو ذلك. وأما أن يبني الهواء بنياناً، أو يضرب فيه فسطاطاً، أو يركب فيه دابة أو عجلة، فإن كان مريضاً مات، أوعنده مريض مات، وذلك نعشه وقبره، فإن كان أخضر اللون، كان شهيد وإن رأى ذلك سلطان أو أمير أو حاكم، عزل على عمله، أو زال عن سلطانه بموت أو حياة، وإن رأى ذلك من عقد نكاحاً أو بني بأهله، فهو في غرر معها، وفي غير أمان منها، وإن رأى ذلك من هو في البحر، عطبت سفينته، أو أسره عدوه، أو أشرف على الهلاك من أحد الأمرين. وقد يدل ذلك على عمل فاسد عمله على غير علم،ولا سنة، إذا لم يكن بناه على أساس، ولا كان سرادقه أو فسطاطه على قرار. وأما الطيران في الهواء، فدال على السفر في البحر، أو في البر. فإن كان ذلك بجناحِ، فهو أقوى لصاحبه وأسلم له وأظهر، فقد يكون جناحه مالاً ينهض به، سلطاناً يسافر في كنفه وتحت جناحه. وكذلك السباحة في الهواء، وقد يدل أيضاً إذا كان بغير جناح، على التغرير فيما يدخل فيه من جهاد أو حسبة أو سفر فيِ غير أوان السفر، في بر أو بحر، ومن رأى طار عرضاً في السماء، سافر سفراً بعيداً أو نال شرفاً. وأما الوثب، فدال على النقلة مما هو فيه إلى غيره، أما من سوق إلى غيره، من دار إلى محلة، أو من عمل إلى خلافه، على قدر المكانين، فإن وثب من مسجد إلى سوق، آثر الدنيا على الآخرة، وإن كان من سوق إلى مسجد، فضدّ ذلك وقد يترقى الطيران في الهواء لمن يكثر من الأماني والآمال، فيكون أضغاثاً. ومن وثب مكان إلى مكان، تحول من حال إلى حال. والوثب البعيد سفر طويل، فإن اعتمد وثبه على عصا، اعتمد على رجل قوي. وأما ألوان الهواء، فإن اسودت عين الرائي حتى لم ير السماء، فإن كانت الرؤيا خاصته أظلم ما بينه وبين من فوقه من الرؤساء، فإن لم يخصه برئيس، عمي بصره وحجب من نور الهدى نظره، فإن كانت الرؤيا للعالم وكانوا يستغيثون في المنام أو يبكون أو يتضرعون، نزلت بهم شدة على قدر الظلمة، إما فتنة أو غمة أو جدب وقحط. وكذلك إحمرار، والعرب تقول لسنة الجدب:… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا الهواء

حلم و تأويل رؤيا التُراب

التُراب هو في المنام يدل على الناس لأنهم خُلقوا منه. وربما دلّ على الأنعام والدواب أو الدنيا وأهلها، فالتراب من الأرض، وبه قوام معاش الخلق، والعرب يقولون: أترب الرجل إذا استغنى. وربما دلّ التراب على الفقر أو الميت أو القبر، فمن حفر أرضاً واستخرج ترابها فإن كان مريضاً أو عنده مريض فإن ذلك قبره، وإن كان مسافراً فترابه كسبه وماله وفائدته، وإن الضرب في الأرض سفره، وإن كان طالباً للزواج كانت الأرض زوجة، والحفر افتضاض، والمعول ذَكَر، التراب مال المرأة. وإن كان صياداً فحفره ختلة للصيد، وترابه كسبه وما يستفيده، وإلا كان حفره مطلوباً يطلبه في سعيه ويكسبه مكراً أو حيلة. وأما من نفض يده من التراب، أو نفض ثوب من الغبار، فإن كان غنياً ذهب ماله، ونالته ذلة وحاجة، وإن كان عليه دين، أو عنده وديعة ردّ ذلك إلى أهله، وزال جميعه من يده، واحتاج من بعده، وإن كان مريضاً نفض يده من مكاسب الدنيا، وتعرّى من ماله. وضرب اليد بالتراب دليل على المضاربة والمكاسبة، وضربها بسير أو عصا يدل على سفر بخير. وقال بعضهم: المشي في التراب التماس مال، فإن جمعه أو أكله فإنه يجمع مالاً، ويجري المال على يديه، وإن كانت الأرض لغيره فالمال لغيره، فإن حمل شيئاً من التراب أصاب منفعة بقدر ما حمل. فإن كنس بيته وجمع منه تراباً، فإنه يحتال حتى يأخذ من امرأته مالاً، فإن جمعه من حانوته جمع مالاً من معيشته. ومن رأى كأنه يسف التراب فهو مال يصيبه وإن التراب مال ودراهم، فإن رأى كأنه كنس التراب في بيت وأخرجه فهو ذهاب مال امرأته. فإن أمطرت السماء تراباً فهو صالح ما لم يكن غالباً. ومن انهدمت داره وأصابه شيء من ترابها وغبارها أصاب مالاً من ميراث. فإن وَضع تراباً على رأسه أصاب مالاً من تشنيع ووهن. ومن رأى كأن إنساناً يحثو التراب على رأسه وعينيه فإن الذي يحثو التراب ينفق على المحثي عليه ليلبس عليه أمراً، وينال مقصوداً. فإن رأى كأن السماء أمطرت تراباً كثيراً فهو عذاب. ومن كنس دكانه، وأخرج التراب ومعه قماش، فإنه يتحول من مكان إلى مكان. ومشي الرجل في التراب التماسه مالاً. ومن حثى التراب على رأسه يصيبه هم لا يراجع اللّه تعالى فيه. والتراب عمر الإنسان وحياته. والتراب يدل على الأرزاق والزراعة والشبع والجوع. ومن رأى أنَّه جلس على التراب الطيب النظيف دلّ على سعادة ونصرة، وربما دلّ على الشك في الدين. وربما دلّ على تربة الرجل التي خُلق منها، أو تربته التي يعود إليها. والتراب مع المرأة في المنام حمل مشكوك فيه. وربما دلّ التراب على الماء أو النار أو الريح لأنه أحد العناصر. ويدل على السفر الشاق الذي يُحتاج فيه إلى التيمم. فإن حثى أحد في وجهة تراباً امتدح الناس بشعره وخاب قصده. وربما دلّ التراب على سؤ المصرع. وربما دلّ التراب على الدين الذي يشين المدين. ويدل التراب على سرعة قضاء الحاجة وعلى إنجاز الوعد لأنه يترب به المكتوب. ومن كانت عنده… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا التُراب

حلم و تأويل رؤيا الماء

الماء: يدل على الإسلام والعلم، وعلى الحياة والخصب والرخاء، لأنّ به حياة كل شيء كما قال الله تعالى: لأسْقَيْنَاهًمْ مَاءً غَدَقَاً لِنَفْتِنَهًمْ فيهِ . وربما دل على النطفة، لأنّ الله تعالى سماها ماء، والعرب تسمي الماء الكثير نطفة، ويدل على المال لأنّه يكسسب به، فمن شرب ماء عذباً صافياً من بئر أو سقاء ولم يستوعب آخره، فإن كان مريضاً أفاق من علته ودامت حياته ولم تتعجل وفاته، وإن لم يكن مريضاً تزوج إن كان عزباً لتلذذه بشربه ونزول الماء من أعلاه إلى ذكره، وإن كان متزوجاً ولم ينكح أهله في ليلة اجتمع معها وتلذذ بها. وإن لم يكن شيء من ذلك، أسلم إن كان كافراً، ونال علماً إن كان صالحاً وللعلم طالباً، وإلا نال ديناً حلالاً إن كان تاجراً، إلاّ أن يدخل على الماء ما يفسده، فيدل ذلك على حرامه وإثمه، مثل أن يشربه من دور أهل الذمة، فإما علم فاسد أو وطء رديء أو مال خبيث. وإن كان الماء كدراً أو مراً أو منتناً فإنّه يمرض أو يفسد كسبه أو يتمرر عيشه أو يتغير مذهبه، لكل إنسان على قدره وما يليق به وبالمكان الذي شرب منه والإناء الذي كان فيه. وأما من حمل ماء في وعاء، فإن كان فقيراً أفاد مالاً، وإن كان عزباً تزوج، وإن كان متزوجاً حملت زوجته أو أمته منه، إن كان هو الذي أفرغ الماء في الوعاء أو زوجته أو خادمه من بئره أو وزيره أو قريبه. وأما جريان الماء في البيوت ودخوله إلى الدور فلا خير فيه، فإن كان ذلك عاماً في الناس دخلت عليهم فتنة أو مغرم أو سبي أو أسقام أو طواعين، وإن كان ذلك في دار مخصوصة نظرت في أمرها، فإن كان فيها مريض مات فسعى الناس إليه في نعيه بالبكاء والدموع. وكذلك إن سالت في البيت ميازيب أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على موت المريض، أو عند وداع المسافر، أو في شر ومضاربة بين ساكنيه، أبلاء يحل فيه من مرض أوسلطان. وكذلك جريان الماء أو ركوده يؤذن باجتماع جمع من الناس. وجريانه في أماكن النبات يؤذن بالخصب، وكثرته وغلبته على المساكن والدور من عيون الأرض أو سيولها بلاء من الله عزّ وجلّ على أهل ذلك المكان، إما طاعون جارف أو سيف مبيد إن تهدمت له المساكن وغرق فيه الناس، وإلا كان عذاباً من السلطان أو جائحة من الجوائح. فإن رأىِ أنّه أعطي ماء في قدح، دل ذلك على الولد، وإن شرب ماء صافياً في قدح نال خيراً من ولده أو زوجته، لأنّ الزجاج من جوهر النساء والماء جنين. وقال بعضهم: من رأى كأنّه يشرب ماء سخناً أصابه غم، فإن رأى أنّه ألقى في ماء صاف سر مفاجأة. وقيل أنِّ عين الماء لأهل الصلاح خير ونعمة، لقوله تعالى: فيهمَا عَيْنَان تَجْرِيَان . ولغير أهل الصلاح مصيبة. وانفجار الماء من حائط حزن من الرجال مثل أخ أو صهر أو صديق، فإن رأى أن الماء انفجر… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا الماء

حلم و تأويل رؤيا الآبار

الآبار: أما بئر الدار، فربما دلت على ربها، لأنّه قيمها. وربما دلت على زوجته، لأنّه يدل فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء، وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة. وإذا كان تأويلها رجلاً فماؤها ماله وعيشه الذي يجود به على أهله، وكلما كثر خيره ما لم يفض في الدار، فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه وكلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه، وكلما بعد غوره دل على بخله وشحه. وكلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على جوده وسخائه وقرب ما عنده وبذله لماله وإذا كان البئر امرأة، فماؤه أيضا مالها وجنينها، فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها، وإن فاض على وجه الأرض ولدته أو أسقطته، وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة، وعلى كل من يجود في أهله من نفع من بيع الماء وأسبابه، أو من السفر ونحوه، لأنّ البئر المجهولة ربما دلت على السفر، لأن الدلاء تمضي فيها وتجيء وتسافر وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين. وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات، المسبلة في الفلوات، على الأسواق التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له. ودلوه وحمله تشبثه بها. وربما دلت على البحر، وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين، وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكشف الهموم. وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها وأرادها. وربما دلت على السجن والقبر لما جرى على يوسف في الجب. فمن رأى كأنه سقط في بئر مجهولة، فإن كان مريضاً مات، وإن كان في سفينه عطب وصار في الماء، وإن كان مسافراً في البر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه، وإن كان مخاصماً، سجن، وإلا دخل حماماً مكرهاً، أو دخل دار زانية. وأما إن استقى بالدلو من بئر مجهولة، فإن كان عنده حمل، بشر عنه بغلام، لقوله تَعالى: فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بشرى هَذا غلاَم . وإن كانت له بضاعة في البحر أو البر، قدمت عليه أو وصلت إليه. وإن كان عنده عليل، أفاق ونجا وخلص. وإن كان له مسجون، نجا منِ السجن. وإن كان له مسافر، قدم من سفره. فإن لم يكن شيء من ذلك، وكان عزباً تزوج. وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له. وكل ذلك إذا طلع دلوه سليماً مملوءاً. والعرب تقول: دلونا إليك بكذا، أي توسلنا إليك. وإن لم يكن شيء من ذلك طلب علماً، فإن لم يلق به ذلك، فالبئر سوقه واستقاؤه وتسببه، فما أفاد من الماء أفاد مثله، وإن مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه. قال الشاعر: وما طلب المعيشة بالتمني … ولكن ألقي دلوك في الدلاء تجيء بملئها طوراً وطوراً … تجيء بحمأة وقليل ماء وقال بعضهم: إذا رأى الرجل البئر، فهي امرأة ضاحكة مستبشرة، وإذا رأت امرأة، فهو رجل حسن الخلق. ومن رأى أنّه احتفر بئراً وفيها ماء، تزوج امرأة موسرة ومكر بها، لأن الحفر مكر. فإن لم يكن فيها ماء، فإن المرأة لا مال… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا الآبار

حلم و تأويل رؤيا الشمس

الشمس هي في المنام الملك الأعظم أو الخليفة أو الأب أو الأمير. ومن رأى أنه تحول شمساً فإنه يصب ملكاً. وإن أصاب شمساً معلقة بسلسلة ولي ولاية وعدل فيها. وإن قعد في الشمس ودنا منها فإنه ينال من ملك نعمة ومالا، وقوة وتأييداً، فإن أضاء شعاعها فإنه يُرزَق علماً يُذكرَ به في الخافقين. وإن رآها صافية منيرة وكان والياً نال قوة في ولايته، وإن طلعت في بيته تزوج، وإن رأتها امرأة تزوجت، وإن رآها تاجر ربح في تجارته. وضوء الشمس هيبة الِملك وعدله. وإن رأى الشمس تكلمه أصاب رفعة من الخليفة، وكذلك القمر. وإن رأى الشمس طلعت على رأسه فإنه ينال أمراً جسيماً، وإن طلعت على قدميه نال زراعة كثيرة، وإن رأى أنها طلعت على بطنه أصابه البرص، فإن بزغت على صدره فإنه يمرض. ومن رأى أن الشمس غابت وهو خلفها يتبعها فإنه يموت. وإن رأى الشمس قد خرج منها نار فأحرقت النجوم حولها فإن الملك يطرد حاشيته. فإن رأى أن الشمس احمرت فهو فساد في مملكته، فإن رأى أنها اصفرّت فإنه يمرض، فإن اسودت فإنه يُغلب. فإن رأى أنها غابت فالأمر الذي يطلبه قد انقضى. فإن غدر بالشمس فإنه يغدر بالملك. وإن سقطت الشمس على الأرض مات أبوه. وإن رأى أن الشمس طلعت في الدار فإنه ينال عزاً وكرامة وشرفاً وجاهاً. ومن رأى أنه ابتلع الشمس فإنه يموت. وإن رأى الشمس تغيرت عن حالها فتقع فتنة. وإن رأى أن الشمس تطلع من المغرب فإن ذلك يدل على ظهور الأشياء الخفية، وإن كان مريضاً فإنه يُشفَى، وإن كان في سفر فإنه سيعود. وإذا رأى الإنسان أن الشمس مظلمة فإنه دليل رديء لجميع الناس، فيدل على البطالة أو المرض أو الشدة. وإن رأى الشمس تنزل في فراشه وتهدده فإنها تدل على مرض شديد. ومن رأى أن الشمس قد نشرت عليه أنواراً فإنه يصحب الخليفة. وحر الشمس إذا اشتد وأصابه ناله هم من السلطان. وإن رأى أنه يهرب من الشمس فإنه يفرّ من زوجته أومن سلطان أو من مكروه. وإن رأى سحاباً غطى الشمس حدث للملك حادث. وإذا طلعت الشمس على الأرض فهو دليل قحط أو احتراق. وربما كانت الشمس عالماً يُهتدَى به. وإن رأى بها كسوفاً أو تراكم عليها الغبار أو الدخان كان ذلك دليلاً على حادث من مرض أو هم أو غم أو كرب. وربما دلّ مغيبها على إعادة السجين إلى السجن بعد خروجه. ومن رأى شمساً وقمراً في جميع الجهات أصابه هم أو خوف أو هزيمة. ومن رأى أنه سجد للشمس أو للقمر فإنه يرتكب إثماً عظيماً. وربما دلّت الشمس على الأرزاق والهدى واتباع الحق والشفاء من الأمراض، وربما دلّت على السفر. وربما دلّت الشمس على من سمي بها كشمس الدين، كالبدر يدل على بدر الدين. ورؤية الشمس والقمر والنجوم دليل على البلاء أو السجن أو الحسد من الأهل. ورؤية الشمس تدل على السراج لقوله تعالى: (وجعل الشمس سراجاً). وطلوع الشمس من مغربها دليل على الخوف والجزع وتسلط… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا الشمس

حلم و تأويل رؤيا الجنة

…ورؤية الحور والولدان للخواص وقوف في اليقظة مع العلائق ورؤيتها للعاملين عليها دالة على أعمالهم، أو على ما يُعد نعيما في الدنيا كالمساكن ورغد العيش وأنواع اللذات. ودخول قصورها يدل على نيل المناصب العالية، وعلى لبس الثياب الفاخرة، وتزوج الحرائر، وعلى الغنى وحسن العاقبة. ورؤية رضوان عليه السلام خازن الجنة، تدل على خازن الملك ورسوله بالخير لإنجاز الوعد وقضاء الحوائج، وإجابة الدعاء. ومن رأى أنه دخل الجنة، ولم يأكل من ثمارها، ولا شرب من أنهارها، فإنه لا ينتفع بما ناله من العلم. ومن رأى أنه طرد من الجنة فإنه يفتقر لقصة آدم عليه السلام. ومن رأى أنه يطوف في الجنة دلّ ذلك على سعة رزقه وعلو شأنه، والأمن من الخوف. ومن كان خائفاً ورأى أنه دخل الجنة شعر بالطمأنينة، وإن كان مهموما فرج عنه همه، وإن كان أعزب تزوج…. تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا الجنة

حلم و تأويل رؤيا الرعد و البرق

الرعد: ربما دل على وعيد السلطان وتهدده وإرعاده، ومنه يقال هو يرعد ويبرق. وربما دل على المواعيد الحسنة، والأوامر الجزلة، لأنّه أوامر ملك السحاب بالنهوض والجود إلى من أرسلت إليه. وتدل الرعود أيضاً على طبول الزحف والبعث، والسحاب على العساكر، والبرق على النصال والبنود المنشورة الملونة والأعلام، والمطر على الدماء المراقة، والصواعق على الموت. فمن رأى رعداً في السماء، فإنّها أوامر تشيع من السلطان فإن رأى ذلك من صلاحه بالمطر وكان الناس منه في حاجة، دل على ذلك الأمطار أو على مواعيد السلطان الحسان، وقد يدل على الوجهين ويبشر بالأمرين، وإن كان صاحب الرؤيا ممن يضره المطر كالمسافر والقصار والغسال والبناء والحصاد، ومن يجري مجراهم، فإما مطر يضر به ويفعله ويفسد ما قد عمله، وقد أوذنوا به قبل حلوله، ليتحذروا بأخذ الأهبة ويستعدوا للمطر، وإما أوامر السلطان، أو جناية عليه في ذلك مضرة. فكيف إن كان المطر في ذلك الوقت ضاراً كمطر الصيف. وإن رأى مع البروق رعوداً، تأكدت دلالة الوعد فيما يدل عليه. وإذا كانت الشمس بارزة عند ذلك ولم يكن هناك مطر، فطبول وبنود تخرج من عند السلطان لفتح أتى إليه، وبشارة قدمت عليه، أو لإمارة عقدها لبعض ولاته، أو لبعث يخرجه أو يتلقاه من بعض قواده. وإن كان مع ذلك مطر وظلمة وصواعق، فإما جوائح من السماء كالبرد والريح والجراد والدبا، وإما وباء وموت، وإما فتنة أو حرب إن كان البلد بلد حرب، أو كان الناس يتوقعون ذلك من عدو. وقال بعضهم: الرعد بلا مطر خوف، فإن رأى الرعد فإنّه يقضي ديناً، وإن كان مريضاً برىء، وإن كان محبوساً أطلق. وأما الرعد والبرق والمطر فخرف للمسافر وطمع للمقيم. وقيل الرعد صاحب شرطة ملك عظيم. وقال بعضهم: الرعد بغير برق، يدل على اغتيال ومكر وباطل وكذب، وذلك لأنّه إنّما يتوقع الرعد بعد البرق. وقيل صوت الرعد يدل على الخصومة والجدال. البرق: يدل على الخوف من السلطان وعلى تهدده ووعيده، وعلى سل النصال وضرب السياط، وربما دل من السلطان على ضد ذلك، على الوعد الحسن وعلى الضحك والسرور والإقبال والطمع من الرغبة والرجاء، لما يكون عنده من الصواعة، والعذاب والحجر، ومن الرحمة والمطر، لأنّه مما وصف أهل الأخبار، سوط ملك السحاب الموكل بها، والرعد صوته عليها مع قوله تعالى: يُرِيكُمْ البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً . قيل خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم الزارع، لما يكون معه من المطر. وكلما دل عليه البرق فسريع عاجل، لسرعة ذهابه وقلة لبثه. فمن رأىِ برقاً دون الناس، أو رأى أنواره تضربه أو تخطف بصره أو تدخل بيته، فإن كان مسافراً أصابه عطلة إما بمطر أو بأمر سلطان، وإن كان زارعاً قد أجدبت أرضه وعطش زرعه، بشّر بالغيث والرحمة، وإن كان مولاه أو والده أو سلطانه ساخطاً عليه، وضحك في وجهه. والشعراء تشبه الضحك بالبرق، والبكاء بالمطر، لأنّ الضحك عند العرب ابداء المخفيات وظهور المستورات، لذلك يسمون الطلع إذا انفتق عند جفنه ضحكاً، وإن كان معه مطر دل على قبيح ما يبدو إليه مما… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا الرعد و البرق