والفساد والشرك , ووقع في رواية : الشراب وهم أهل الشراب , والمراد الشراب المحرم , وورد أن الساقي قال ليوسف : رايت فيما يرى النائم أني غرست حبة فنبتت فخرج فيها ثلاث عناقيد فعصرتهن تم سقيت الملك فقال: تمكث في السجن ثلاثأ ثم تخرج فتسقيه على عادتك. فكان كما قال وخرج(4) وكذلك رؤيا ملكهما، قال تعالى: وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (يوسف 43) ومعني : عجاف مشتق من عجف والجمع عجاف وعجف والمراد ظهور العظام من الهزل. وقد تخصص بعض العلماء الرؤيا التي تنسب الى جزء من أجزاء النبوة برؤيا المؤمن الصالح فقط لا الفاسق. وقد سبق معنا قول القرطبي : المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حالأ حال الأنبياء , فأكرم بنوع مما أكرم به الآنبياء , وهو الاطلاع على الغيب. . وأما الكافر والفاسق والمختلط فلا , ولو صدقت رؤياهم أحيانأ فذاك كما يصدق الكذوب , وليس كل من حدث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة , كالكاهن والمنجم (5) وقد تقدم لنا تعقب الامام محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله على قوله: فليعلم. لكن يجب التنبية هنا الى أن الرؤيا الصالحة التي تكون سببا لشرع بعض الأحكام مقيدة بما اذا وقعت في عهد رسول من الرسل فقط وأقرها» وأما لغيرهم من الناس فهي مبشرات أو منذرات , فقد يكون في تعبيرها بشارة لصاحبها من خيري الدنيا أو الاخرة , وقد يكون فيها تحذير له من نقص أو تقصير في عمله أو فى ديانته, وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) . قال بعض السلف: من وراي حجاب أي في منامه فماذا طهرت النفس من الرذائل , انجلت مراة القلب , وقابل اللوح المحفوظ في النوم , وانتقش فيه من عجائب الغيب , وغرائب الدنيا. فمن الصديقين من يكون له في منامه مكالمة ومحادثة» ويأمره الله وينهاه في المنام , وقد سئل الرسول صلي الله علية وسلم عن قوله تعالى : لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ (6) فقال : هي الرؤيا الصالحة يرأها الرجل او ترى له رواه الإمام أحمد(7) . ____________________ ( 1 ) متفق عليه , انظر ابن حجر- مرجع سابق – ( 12 / 361 ) والنووي – مرجع سابق( 23\15) ( 2 ) النووي – مرجع سابق – ( 15 \0 2 ) ( 3 ) ابن حجر – مرجع سابق – (381\12) ( 4 ) المرجع السابق ( 12 / 382 ). ( 5 ) ابن حجر – مرجع سابق – (379\12) ( 6 ) يونس : 64 . ( 7 ) رواه الأمام أحمد 173\1 ثلاثيات الأمام السفأريني – مرجع سأبق…. تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا هل تقع الرؤيا الصادقة .و الصالحة من غير الرجل الصالح؟ ←