حلم و تأويل رؤيا التعبير والمعبرون

التعبير والمعبرون تطلق كلمه (تعبير) على تفسير الرؤيا خاصة . ‏والتعبير هو: العبور من ظاهر الرؤيا إلى باطنها. وهذا رأي الراغب. وقيل: النظر في الشيء فيعتبر بعضه ببعض حتى يحصل على فهمه ‏وهذا حكاه الأزهري. ‏وأصل التعبير مشتق من: العبر, وهو التجاوز من حال إلى حال , وفرق علماء اللغة بين تجاوز الماء وغير الماء، فقالوا: تجاوز الماء بسباحة أو سفينة أو غيرها يطلق عليه: العبور. ‏وقالوا: الاعتبار والعبرة هي الحاله التي يتوصل بها من معرفة المشاهد ‏إلى ما ليس بمشاهد. ‏يقال: عبرت بالتخفيف أي فسرت الرؤيا. و: عبرت بالتشديد للمبالغة فى ذلك. ‏وفي التنزيل: ان كنتم للرءيا تعبرون (1) أي تصلون إلى نهايتها وتذكرون مالها. ‏والمعبر: اسم فاعل من الفعل عبر , ‏يقال: عبر الرؤيا عبرا وعبارة أي فسرها. ‏وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أبرز الصحابة شهره بتأويل الرؤى وتعبيرها وكيف لا وأستاذه هو رسول الله معلم الأمة جميعها, قد وصفه أحد الصحابة كما فيالفتح(2): وكان من أعبر الناس للرؤيا بعد رسول الله صلي الله علية وسلم ‏. كما أن من الذين اشتهروا بتعبير الرؤى الامام ابو بكر محمد بن سيرين الأنصاري بالولاء البصري المولود سنة 33 ‏ة والمتوفى سنة 110 ة وينسب له كتاب (تعبير الرؤيا) وهو مطبوع وذكره ابن النديم في الفهرست, وهو غير الكتاب المتداول بين الناس له باسم: (منتخب الكلام في تفسير الأحلام) , وانظر الأعلام للزر كلي ( 25\7 ‏) تجد ترجمة وافية وعملا جبارا للزركلي وانتهى فيه الى عدم صحة نسبة الكتابين لابن سيرين. ‏وهناك عالم اخر هو: عبدالغني بن اسماعيل النابلسي وهو من المتصوفة , وله العديد من المؤلفات ومنها: (تعطير الأنام في تعبير المنام ) ويحتوي على أمور وتصورات وأسماء وذوات قد لا تحدث الا نادرأ كما قد يستحيل رؤية البعض الاخره وهذا وان كان من المتصوفة غير أنه والحق يقال قد أوفى وزاد في هذا المجال , وقد أثنى على عمله الكثير من الأدباء كالأستاذ محمد قطب , ثم أقول: انني في هذا الجزء سأتحدث عن مناهج المعبرين والأمور اللازمة التي يجب توفرها في المعبر , وقبل هذا ألفت الى وجود الكثير من المعبرين حديثأ وقديمأ , ولست هذا أبحث في أسمائهم وانما سأتحدث عن المنهج الذي عليه كثير منهم من خلال متابعتي لهذا الموضوع. . فأقول: معبرو الرؤى حديثأ ينقسمون إلى ثلاثة أقسام : ‏1 – القسم الأول: وأصحاب هذا القسم لا يعبر الأ قليلا ويتحرج من التعبير ويغلق باب تعلم التعبير, وان قيل له سؤال عن التعبير وكيفيته أجاب: بأنه فراسة تولد مع المرء ويمنع من تعلمه , ووجهة النظر هذه سمعناها قديما من بعض مشائخنا الأفاضل رحم الله من مات منهم , وبارك ‏لنا في عمر الموجودين. ‏ب – القسم الثاني: وهولاء عكس القسم الأول , يتوسعون في التعبير, ويكثرون من السؤال عن الرؤي في كل مجلس , بالمشافهة والنقل وحتى بالكتابة لصاحبها أو لغيره , وبعض هولاء تجده يخبرك… تفسير الاحلام حلم و تأويل رؤيا التعبير والمعبرون